أنا, عندما ولدت أول مرة, وكنت جنينا,
لم أصرخ وقتها من الألم,
أفكاري ومواجعي لم تولد معي,
بكائي كان كاذبا,
وصراخي لم يكن إلاٌ إستجداء ليد ترعاني وتداعبني,
وطلبا لثدي يرضعني.
أنا لم أكن أعي معاني الولادة,
لم أكن سوى مخلوق بشري,
طفيلي, مستهلك, وعالة على عائلتي, وعلى المجتمع,
لم يكن يسترعيني البحر,
ولا طيور النورس,
ولا زهور الإقحوان ودوار الشمس والخزامى والنرجس.
أنا لا أدري كيف وصلت الى هنا,
ولا كيف ولدت لدّي كل تلك الأحاسيس,
وهذا التمازج والإنصهار, والإفتتان والإنبهار.
فجأة أصبحت شخصا آخرا,
يعتريني إحساس أنني لم أعد أسكن في جسدي,
وأنني قد أصبحت طيفا هلاميا, يتخلل كل ما يحيط بي,
وأنني قد أصبحت جزءا من كل شيء,
وأن كافة التفاصيل الصغيرة,
لكافة مركبات هذا المكان,
وتلك اللحظة, قد أصبحت تسري في أوعيتي,
وأن رزمة من ضوء الشمس تسيل في مشاعري,
وتلامس خيوطي,
وتحيل كل الأحاسيس الى أنهاري وينابيعي.
أنا أعيش لحظة, لا تتمدد ولا تتكرر,
أنا أنظر الى نفسي من خارج حدودي وتكاويني,
أنا لا أرى سوى شجرة يابسة, وتمثال من حجر,
أنا إنسان بسيط عادي,
لكن لا تسلخني عن لحمي اللحظات اليومية الإعتيادية,
المشحونة بالرتابة والروتين والضجر.
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
**ريشة في مهب الريح**بقلم الشاعرة سوسن خيو//مجلة مقهى الادب
سأكتبك اليوم بشكل آخر سأعيد بناء ما دمره الفراق واكتبك بشكل يليق بحب ك حب الأساطير القديمة سأعيد تشكيل حروفي وأفصلها ثوب من كلمات غزل أض...

-
ستبقي عاصمة لزيف قبابك كأحلام حاكت ظلاما سجون روحك خلف ربيع زائف كبساط طائرشجون البوح رددأصداءصمتك حزنا البعض ظن صمتك العليل فراغ شهوةضما...
-
وأعادي من يعاديكي ثم أفترش الماء ورودا بيضاء ونسيم صفاء يناديكي بأصوات ولغات مختلفة أسوارك ااشاهقة الشاهقة أيتها الخضراء أراضيكي بستان نما...
-
مولاتى أبحرت في عينك بلا شراع ولا مجداف وتعمقت جمال نظراتك فغبت عن الوعي فغرقت في بحورها ولم أجوب محيطها مولاتى أعتب عليك فلم تخبريني فسوف أ...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire