**رساله شهيد**بقلم اشرف بدير//مجلة مقهى الادب

حبيبة قلبي وفؤادي ،ونور عيني وسهادي،ورفيقه عمري وحياتي..
زوجتي الغاليه وفاء ..
أعلم يا حبيبتي ان هذه الرساله قد تكون الاخيره فأنا اكتبها في يوم الثامن من أكتوبر الثاني عشر من رمضان وانا مرابط وقوفا في إحدى الخنادق بالضفة الشرقيه وقت الافطار،فعندما تم استدعائي للقوات المسلحة منذ اربعه أشهر علمت وقتها أنه قد لايجمعنا لقاء آخر في هذه الحياه، وانا الان لا أتمنى من الله سوى الشهاده وان يحيطكم تعالى بعنايته ورعايته من بعدي انتي وفلذه كبدنا مريم حبيبة الروح ...
الآن علمت يا حبيبتي حكمة الله في أن يصر والدي على زواجي مبكرا ،فقد شاء تعالى أن اعيش بجوارك أسعد أيام الحياة ،وأن أحيا في كنفك أجمل الأوقات ،وان املي عيني منك ومن حبيبة الروح مريم ما شئت قبل الممات ،وأحمد الله أن من على بقرة العين والفؤد سنوات ثلاث كانت جنة الحياة...
حبيبتي وفاء .. لا تحزني أن جاءك خبر استشهادي ،فوالله ان الموت في سبيل الله والدفاع عن الأرض والوطن لهي الحياة وما سواهم هو الموت ،فلم يعد للحياة لذه بعدما رأيت أشلاء زملائي تتطاير أمامي ،وقد عاهدنا الله انا وزملائي الا نعود إلا بعد الثأر واستعادة الكرامه ولو على أشلاء جثثنا ...
حبيبتي وفاء علمي ابنتنا الغاليه مريم أن أباها كان يحبها بجنون وأنه أيضا كان يعشق ذرات تراب الوطن الغالي ،وأنني لو خيرت بين عودتي لاحضانك وفلذة كبدي وبين التقدم نحو رصاص الأعداء لما ترددت لحظه حتى انال الشهاده في سبيل الله ذودا عن تراب الوطن الطاهر ...
حبيبتي وفاء علمي ابناءك في المدارس أن هناك رجالا ضحوا بابناءهم وزوجاتهم ودماءهم وارواحهم دفاعا عن أرض مصرنا الحبيبه ،وتذكري يا حبيبتي مع تحية العلم كل يوم في طابور الصباح أن زوجك ورفاقه كانوا قد نالوا الشهادة من أجل هذه اللحظات الغاليه في تاريخ الامه ...
تلك كانت الرساله الاخيره للجندي أحمد الراوي إلى زوجته وفاء العتباني مديرة مدرسه الشهداء الاعداديه حملها اليها آنذاك أحد زملائه ،وروتها لي ابنته الدكتوره مريم أحمد الراوي ...
لنعلم أيها الساده أن تراب هذا الوطن قد روته الدماء الذكيه لرجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ونالوا الشهاده من أجل استعادة الأرض والعزة والكرامة ...